يتغير العالم بوتيرة سريعة، وقد أدى التحوّل الرقمي إلى وضع كل شيء على طريق التطوّر والتغيير، بما في ذلك الخدمات القانونية. حيث مكّنت التكنولوجيا الأشخاص من الحصول على المشورة القانونية عبر الإنترنت والتواصل مع المحامي الذي يريدون الاتصال به في غضون ثوانٍ من خلال استخدام مواقع الإنترنت المخصصة لذلك. ولهذا السبب، أصبحت المسألة أقل تعقيداً عندما ترغب في الحصول على استشارة قانونية من متخصص أثناء تواجدك في أي مكان دون الحاجة إلى الخروج لمقابلته وجهاً لوجه.
وبالرغم من أن المسائل القانونية لها خصوصية وذاتية ينبغي أن يوليها الشخص اهتماماً كبيراً فيما يتعلق بالثقة والسرية، إلا إنه يمكن القول بأن المواقع الإلكترونية التي تقدم الاستشارات القانونية قد بدأت في شقّ طريقها إلى حياتنا اليومية تدريجياً، وأصبحت شكلاً جديداً من أشكال تقديم تلك الخدمة.
ما هي الاستشارة القانونية عبر الإنترنت!
واقع الأمر أن الاستشارة القانونية عبر الإنترنت هي عملية تقديم المشورة القانونية عبر وسائل الاتصال الالكتروني المتقدمة التي تعتمد على شبكة الانترنت. وبناء على ذلك، لا يعتبر المحتوى القانوني المنشور على المواقع والمدوّنات الإلكترونية استشارة قانونية عبر الإنترنت، حتى لو كتبه محامٍ، حيث يكون عامًا بطبيعته.
حيث تتم كتابة تلك المنشورات المدونة والمقالات بهدف تقديم معلومات قانونية عامة عن موضوع محدد، وليس لإخبارك شخصيًا بكيفية التعامل مع مسألة قانونية تخصك. لذلك يجب عدم الخلط بين المعلومات القانونية والاستشارة القانونية، ويمكنك الرجوع إلى مقال الاستشارة القانونية وأنواعها.
على سبيل المثال، إذا كان ما تبحث عنه هو إجابة لسؤال محدد للغاية، مثل "ما هي خطوات تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة؟" أو "ما هي العقوبة المقررة لجريمة معينة؟"، فإن تلك المنشورات والمدونات تعد مكانًا جيداً للعثور على معلومات وإجابات تخص هذه الأسئلة.
أما الاستشارة القانونية فهي تعطيك حلولاً وإجابات خاصة بك، مثلاً إذا كنت تفكر فيما إذا كنت ستقاضي شخصًا ما وتريد نصيحة بشأن ما يجب فعله، أو أن شخصاً ما قام بمقاضاتك بالفعل وترغب في معرفة موقفك القانوني، الاختلاف الوحيد هنا هو في وسيلة تقديم تلك الاستشارة، وهي وسيلة "التواصل عن بعد".
هل يمكن الاستغناء عن الطريقة التقليدية للحصول على الاستشارة القانونية !
لا يمكن الجدال بشأن أهمية الحصول على الاستشارة من محام متخصص في مكتبه بالطريقة التقليدية، ولكن مع التطوّر السريع والتكنولوجيا المتقدمة، أصبح من الضروري أن تعمل كلا الوسيلتين معاً لتحسين تحقيق العدالة، بحيث يستطيع طالب الاستشارة تصفح مواقع المحامين الذين يقدمون الاستشارة عبر الانترنت والحصول على المشورة من أحدهم، في بعض المسائل، أو يتوجه إلى أحد مكاتب المحاماة للحصول على المشورة بالطريقة التقليدية في مسائل أخرى أشد تعقيداً وأكثر حاجة لعرضها وشرح وقائعها وجهاً لوجه.
من ناحية أخرى، تعتبر الاستشارة القانونية عبر الإنترنت بديلاً ميسور التكلفة لأصحاب المشاريع وروّاد الأعمال الذين يتطلعون إلى توفير الوقت والجهد والمال فيما يتعلق بالمسائل القانونية.
هل الحصول على الاستشارة القانونية عبر الإنترنت آمن؟!
غالبًا ما تكون مواقع الاستشارات القانونية أكثر تقدمًا بكثير من مكاتب الاستشارات القانونية التقليدية من حيث إمكانية الوصول. كما أن مواقع الإنترنت التي تقدم المشورة القانونية للعملاء توفر الاتصال بالمحامين دون الحاجة إلى بذل الجهد أو الوقت، ولذلك يفضل بعض الناس الحصول على المشورة من خلال مواقع الاستشارات القانونية على زيارة المحامين في مكاتبهم.
إلا إنه مع كل ما يُثار عن سرقة البيانات والتحايل عبر الإنترنت، من المهم أيضًا التحدث عن مخاطر طلب المشورة القانونية عبر الإنترنت.
حيث تعتبر الخصوصية مصدر قلق كبير لدى البعض، فعندما يسعى شخص ما للحصول على مشورة قانونية عبر الإنترنت، فإن موقع الإنترنت يجمع قدرًا كبيرًا من المعلومات الشخصية التي قد يستخدمها في المراجع المستقبلية دون إبلاغ الشخص. كما تعد الجرائم الإلكترونية، وخاصة القرصنة الإلكترونية، مصدر قلق كبير لعامة الناس في السنوات الأخيرة. ولذلك، يجب أن يكون العميل دائمًا على دراية بالموقع الإلكتروني الذي يتعامل معه ومكتب المحاماة الذي يملك هذا الموقع.
فمن الضروري أن يتحقق الشخص من أن مكتب المحاماة الذي يقدم الاستشارة عبر الإنترنت معروف ومألوف للكثير من الناس حتى يتم اعتباره جديرًا بالثقة. أيضًا، يجب أن يتحقق من أن المحامي الذي سيقدم المشورة مشهود له بالخبرة الجيدة والكفاءة الممتازة. أخيرًا، يمكن للشخص طلب توصيات من الأصدقاء أو المعارف.
أهم النصائح للحصول على استشارة قانونية ناجحة عبر الإنترنت؟!
لكي تتأكد من فاعلية المشورة القانونية التي تطلبها عبر الإنترنت، ننصح دائماً بما يلي:
- اختر دائماً محام متخصص في المجال الذي ترغب الحصول فيه على المشورة القانونية.
- تأكد من جودة اتصالك بالإنترنت، واستعد قبل موعد الاستشارة بعشر دقائق على الأقل.
- قم بعرض موضوعك بوضوح ووفقاً للمستندات وطبقاً لحقيقة الواقع.
- حدد الأسئلة التي ترغب في الرد عليها من المستشار القانوني.
- تجنّب الاسترسال في الحديث في أمور جانبية.
- امنح المحامي وقتاً للرد والبحث إذا لم يكن لديه إجابة حاضرة في ذهنه