تحدثنا في مقال سابق عن حقوق الملكية الفكرية وتناولنا حق المؤلف، وفي هذا المقال فإننا نتعرض لحقٍ آخر من الحقوق التي تساهم بشكل كبير فيما وصل إليه العالم حالياً من تقدم على مختلف الأصعدة، ألا وهو حق براءة الاختراع. حيث يعتبر حق براءة الاختراع من أهم الحقوق نظراً لتأثيره على كافة الجوانب خاصة التقنية والاقتصادية، حيث تسهم براءة الاختراع في دعم اقتصاد الدولة من خلال الرسوم المالية التي تفرضها على المتقدمين للحصول على طلب براءة الاختراع، فوفقاً للتقرير الاحصائي لمعلومات الملكية الفكرية للنصف الأول من عام 2023 الصادر من الهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP) فإنه تم إيداع 3349 طلب براءة اختراع، كما أنه قد صدرت 1305 براءة اختراع. كما أنه من خلال حماية براءة الاختراع يتم تشجيع الاستثمار في البحث والتطور التكنولوجي، الأمر الذي يحفظ الأفراد على الابتكار والتطوير.يمكن تعريف براءة الاختراع بأنها حق استئثاري يمنح نظير اختراع معين، وتكفل البراءة لمالكها حق البتّ في آلية استخدام الآخرين لاختراعه. كما أن المادة الثانية من نظام براءة الاختراع والتصميمات التخطيطية والدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية الصادر بالمرسوم الملكي م/27 بتاريخ 29/5/1425 عرف الاختراع بأنه فكرة يتوصل إليها المخترع وينتج عنها حل مشكلة معينة في مجال التقنية.لكن يتبادر إلى الذهن تساؤل حول الغرض من منح البراءة؛ في الواقع أن حق براءة الاختراع يعتبر شكلاً من أشكال الحماية للتطور التقني الأمر الذي يساعد على تشجيع الابتكارات وزيادتها والذي يسهم بدوره في تطور عجلة الاقتصاد.وتختص الهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP) بتطبيق نظام براءات الاختراع في المملكة العربية السعودية. وتوجد معاهدات دولية عديد بشأن حق براءة الاختراع منها "اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية"، "اتفاقية جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS)"، "معاهدة التعاون بشأن البراءات (PCT)". أنواع الاختراعات التي يحميها حق براءة الاختراعتناول النظام السعودي بعض الضوابط وعدداً من العناصر التي لا تتمتع بحق براءة الاختراع، حيث نص على عدم جواز منح وثيقة الحماية إذا كان استغلالها تجاريًّا مخالفًا للشريعة الإسلامية؛ كما أنه لا يجوز منح وثيقة الحماية إذا كان استغلالها تجاريًّا مضرًّا بالحياة، أو بالصحة البشرية أو الحيوانية أو النباتية، أو مضرًّا إضرارًا كبيرًا بالبيئة.ونصت المادة 45 من ذات النظام على أن:لا يعد من قبيل الاختراعات في مجال تطبيق أحكام هذا النظام ما يأتي:أ - الاكتشافات، والنظريات العلمية، والطرق الرياضية.ب -مخططات مزاولة الأعمال التجارية وقواعدها وأساليبها، أو ممارسة الأنشطة الذهنية المحضة، أو ممارسة لعبة من الألعاب.جـ - النباتات، والحيوانات، والعمليات – التي في معظمها حيوية – المستخدمة لإنتاج النباتات، أو الحيوانات، ويستثنى من ذلك الأحياء الدقيقة، والعمليات غير الحيوية، وعمليات علم الأحياء الدقيقة.د - طرق معالجة جسم الإنسان، أو الحيوان جراحيا، أو علاجيا، وطرق تشخيص المرض المطبقة على جسم الإنسان أو الحيوان، ويستثنى من ذلك المنتجات التي تستعمل في أي من تلك الطرق. معايير الحصول على حق براءة الاختراععلاوة على ما سلف ذكره من ضوابط وشروط فإنه توجد ثلاث معايير ينبغي توافرها حتى يحصل الاختراع على البراءة. وقد تناولت المادة 43 من نظام براءة الاختراع السعودي على أن:يكون الاختراع قابلًا للحصول على البراءة طبقًا لأحكام هذا النظام متى كان جديدًا، ومنطويًا على خطوة ابتكارية، وقابلًا للتطبيق الصناعي. ويمكن أن يكون الاختراع منتجًا، أو عملية صناعية، أو متعلقًا بأي منهما.وعليه ينبغي على الاختراع حتى يحوز على حق البراءة أن تتوافر فيه ثلاثة معايير:
- أن يكون الاختراع جديداً.
- أن يكون الاختراع مبتكراً.
- أن يكون الاختراع قابلاً للتطبيق.ويعد الاختراع قابلًا للتطبيق الصناعي إذا أمكن تصنيعه، أو استعماله في أي مجال صناعي، أو زراعي، بما في ذلك الحرف اليدوية، وصيد الأسماك والخدمات.
- اسم مقدم الطلب وصفته وعنوانه.
- تقديم وصف للاختراع.
- سداد المقابل المالي للإيداع.
- تعبئة النماذج المعدة لتقديم طلب براءة الاختراع.